نيرون و حريق روما

من هو نيرون

إنه الامبراطور نيرون أو نيرو ، وهو خامس و أخر الاباطرة من سلالة يوليوس قيصر ، ولد فى عام 37 ميلادية ثم ورث عرش الامبراطورية الرومانية و تولى الحكم في الفترة بين 54 الى 68 ميلادية وهو في السابعة عشرة من عمره 

بداية نشأته في الامبراطورية

عمه هو الامبراطور كلوديوس و بعد وفاة والده تزوجت أمه أغربينيا عمه الامبراطور وأمه كانت قوية الشخصية وسيطرت على عمه ومن ثم على الامبراطورية كلها ، بالاضافة إلى أنها أقنعت الامبراطور كلوديوس على أن يجعل نيرون أبنه بالتبني حتى يرث عرش الامبراطورية من بعده كما تقربت من أوكتافيا ابنة كلوديوس ، وزوجتها لابنها نيرون 

حين تولى مقاليد الحكم ولصغر سنة تدخلت والدته في الحكم ولكن نيرون رفض سيطرت أمه وتدخلها حتى أنها اعترضت على طلاق نيرون من أوكتافيا وسعيه لزواجه بخادمتهم الاسيوية كلوديا أكت ، وإزاء هذة الاعتراضات الكثيرة قام بقتلها ، ويعد هذا أول تصرف شنيع يقوم به  

ما بين النجاح والفشل

وقد كانت السنوات الخمس الأولى من حكمة فترة جيدة بسبب القيادة الحكيمة لمعلمه سينكا والذي تعلم على يديه اليونانية والفلسفة ، لكن الفترة الباقية من حكمة حتى سنة 68 م كانت مليئة بالفشل من جميع النواحي وخاصة في الساحة السياسية والعسكرية ، بعدما رفض الانصياع لمعلميه ومستشارية وبدأ يأخذ عدة قرارات توضح مدى الفشل السياسي والاداري الذي وصل له.

كما سيطرت عليه فكرة أنه بارعاً في الغناء والتمثيل ، فكان يخرج الى اليونان ويطوف مدنها ويحصد جوائزها فى مجال الغناء والتمثيل ولم يكن أياً من لجنة التحكيم يجرؤ على انتقاده أو يعطوا الجائزة لغيره وكان يجبر المراتب العليا في الدولة على التمثيل في أقذر وأقبح تمثيليات الخرافات والأساطير الاغريقية وأكثرها فحشاً .

 ولم يقف عند هذا الحد بل أخذت جرائمه تتراكم الواحدة تلو الاخرى حتى أصبح مضرب الامثال في الشر ، فقد قتل أخاه بريتانيكوس و أمه وطلق زوجته اوكتافيا وتزوج من عشيقته والتى دبرت المكائد الى أوكتافيا حتى  أمر نيرون بقتل أوكتافيا.

وإزاء هذة الجرائم قام بعد النبلاء وفرسان الجيش ومعلمه سينكا بتدبير مؤامره لقتل نيرون إلا أنه قد أكتشف تلك المؤامره وقتلهم جميعاً، وكانت جريمته الأشهر على الاطلاق هى حريق روما عام 64 م .

حريق روما وانتحار نيرون

بعد رفض الشعب ما قام به نيرون وما وصلت إليه الامبراطورية من فساد اداري وسياسي واقتصادي وعسكري بالاضافة إلى انغماس نيرون فى الملذات والغناء والرقص اضطربت المدينة أشار نيرون إلى أن اضطراب المدينة يرجع الى المسيحين والذين يحاولوا أن ينشئوا فتنة فى الأمبراطورية

فراوده خياله في أن يعيد بناء روما فأشعل فيها النيران وخلال أسبوع التهمت عشرة أحياء من جملة أحياء المدينة الاربعة عشر وبينما كانت النيران تتصاعد و الاجساد تحترق وفي وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالسا في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذي سعد به  وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التى يصف فيها حريق طروادة 

بعدما ضل نيرون طريقة باتكاب الكثير من الحرائق والقتل و  المذابح فى روما  ، اتجه دون اهتمام  الى اليونان وكأنه لم يفعل شيئاً وأخذ يستمر العزف والتمثيل والرقص والغناء وخلال تلك الفترة  قامت ثورة في البلاد التي يسكنها الغاليون وقام بها نبيل من نبلاء فرنسا يدعى فيندس ومع ازدياد الثورات وعدم قدرة نيرون على السيطرة عليها والفشل المتوقع فى إدارة هذة الأزمة ، لم يبقى بجانبه أحداً فقد تخلى عنه الجميع من معلمين وأصدقاء والحاشية التى كانت تحيط به  فلم يجد مفراً من الهروب إلى منزل بعيد يمتلكه خادم له  حيث انتحر وهو في الثانية والثلاثين من عمره