لغز الطفلان الأخضران
نتحدث اليوم عن لغز من الالغاز التى حيرت العلماء وهو لغز الطفلان الأخضران ، أما عن الزمن والمكان التى وقعت فيه هذة القصة فتعود إلى روايتان ، الأولى فى القرن الثاني عشر فى عام 1189 م فى مدينة وولبيت فى انجلترا والثاني فى قرية من قرى بانجوس الأسبانية فى عام 1887 م ، أياً كان الزمان والمكان فلم يتغير شي من أحداث اللغز أو من غموضه . ولكنى أميل الى الزمن الأول لأنه الأكثر شهره بالاضافة الى شعار الطفلين الموجود على مدخل القرية .
أحداث اللغز
فى أحد الأيام خلال عام 1189 م عثر أهل قرية وولبيت على طفلين ولد وبنت بجانب أحد كهوف الذئاب والتى اشتق اسم القرية منها woolpit ، الغريب فى الأمر أن الطفلين لون جلدهما هو الأحضر على غير عادة البشر ويزداد الامر غرابة لأنهم كانوا يرتدون ملابس مصنوعة من مادة مجهولة وملامحهما تميل الى الملامح الأسيوية.
اقترب الأهالى منهم بهدوء فى محاولة لتهدئتهما وحاولوا التحدث معهم ولكنهم لم يستطيعوا أن يفهموهم لعدم قدرة الطفلين على التحدث باللغة الانجليزية أو أى لغة أخري مفهومة ومن أجل فهم هذا الغز ، أخذ أهل القرية الطفلان الى قاضى القرية والمعروف بعلمه وثقافته من أجل فك طلاسم هذا اللغز .
أصيب قاضي القرية بالدهشة ولكنه قد تصرف بحكمة وطلب من أهل القرية أن يتركوا الطفين معه فى منزلة أملاً فى معرفة بعض المعلومات منهما وانه سوف يرعاهما بنفسه ، وقد حاول القاضي أن يعرف اللغة التى يتحدث بهذا هذان الطفلان من خلال الكتب التي يملكها إلا أنه عجز عن ذلك تماماً وقدم لهما شتى أنواع الطعام إلا أنهم قد رفضوا الاكل.
واستمر الحال بهذة الصورة لعدة ايام لم يتناولا فيها شئ سوى الماء إلى أن لاحظ القاضي أنهم يعرفان الفول الأخضر والفاصوليا الخضراء وأصبح هذا طعامهم الوحيد ، ولكن الصبي قد أصيب بالضعف وأدى ذلك الى موته بعد فترة بسيطة فحزن أهل القرية وقاموا بدفنهم فى مقابر القرية .
ونتيجة لذلك أصيبت بحزن شديد واكتئبت بعد موت الصبي وبعد فترة أخذت تتأقلم على الوضع الراهن و تتعود على الحياة بين أهل القرية ، وانتهج القاضي سبيل أخر فأخذ يعلمها الانجليزية ليفهم بعض المعلومات عنها .
وبالفعل تعلمت قدر من اللغة يؤهلها للتحدث بطريقة جيدة ، واعتقد القاضي أن هذة هي الفرصة الامثل لمعرفة حقيقة أمرها ، إلا أن الغموض أخذ يزداد بعد سرد الفتاة حكايتها وعرف القاضي أن الفتى كان شقيقها وأنهما قد دخلا أحد الكهوف فى عالمهما وسمعت صوتاً جميلاً يشبه الجرس يأتيهما من داخل الكهف ثم ضلوا الطريقة بداخلة حتى وجدوا مخرج من هذا الكهف أوصلهما إلى مكان ذو حرارة عالية وضوء الشمس الساطع ، وتقصد بالطبع لحظة خرجوهما من الكهف الى القرية .
أما عن المكان الذي جاءت منه فقد جاءت من أرض جميع من يعيشون عليها لهم بشرة خضراء وأن أرضهم لا يوجد فيها هذا القرص الكبير المضئ أى الشمس ولكن الضوء يأتيهما من مصدر لا تعرفه ، كما قالت بأنها قد سمعت عن وجود هذا القرص الكبير المضئ وأنه يوجد فى البلاد التى تقع خلف النهر ، وعندما سألها القاضي عن اسم النهر قالت أنها قد سمعت عنه ولكن لم تشاهده أبداً
وحاول القاضي أن يحصل على مزيد من المعلومات إلا أن جميع إجابتها تزيد من الأمر غموضاً ، وبعد خمس سنوات من ظهورها توفيت الفتاة ودفنها أهل القرية بجانب شقيقها ، وظل هذا اللغز محل غموض وأخذ يتردد على لسان أهل القرية حتى علم به المسئولين بعد مدة طويلة.
سجلت هذة الحادثة من قبل من قبل وليام أوف نيوبيرج و رالف أوف كوجشال والذين صنفوا على أنهم مؤلفين وموؤرخين فى هذة الفترة
بعض التفسيرات حول هذا اللغز
طُرحت بعض النظريات حول هذا اللغز فمنهم من يقول أنه مجرد خيال ومنهم من يقول أنهم قد هبطوا من الجنة كما تناولتها مسرحية شعرية كتبها الشاعر الإنجليزي جلين ماكسويل في عام 2002 ولكن النظرية الأقرب الى الحقيقة هى
أن الأطفال كانوا يتامى و توفي أبويهم نتيجة لحملات الابادة التى قام بها الملك الانجليزي هنري الثانى فى القرن الاتنى عشر والتى كانت ضد المهاجرين الفلمنكيين الى انجلتر والذين استقروا بالقرب من قرية وولفبيت فى مقاطعة ورنهام سانت مارتن والتى يفصل بينها وبين وولفبيت نهر لارك وخلال حركة الإبادة هرب الكثير من الفلمنكيين الى غابة ثيتفورد فكانت بمثابة كهف أو نفق لهم أو ربما دخلوا أحد المناجم أو الكهوف فى تلك الغابات وفى نهاية الامر استقر بهم الحال الى قرية وولفبيت بملابسهم الفلمنكية الغريبة ولغتهم الغريبة عن أهل قرية وولفبيت
أما عن اللون الاخضر فإن الأطفال كانوا يعانون من انيميا فقر الدم الناجم عن نقص الصباغ ، والمعروف في الأصل باسم الكلوروسيس وهو مشتق من الكلمة اليونانية "كلوريس" ، أى أصفر مخضرتحدث هذه الحالة بسبب اتباع نظام غذائي سيء للغاية يؤثر على لون خلايا الدم الحمراء وينتج عنه ظل أخضر ملحوظ للجلد وهو ما يسمي بداء الاخضرار وهو يصيب الانسان ويصيب النباتات
ولكن كل هذا مجرد تخمين أو نظريات ولم يتم التأكد منها ولا حل اللغز حتى الأن...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق